الرحيل والترحال هو رحله
..وكل رحله يلزمها اعدادات وتجهيز مادى ومعنوى.
.كل رحله قبل ان نقوم بها تراودنا بها فكره القيام
ولعلها تكون حلما من الاحلام
ننام فيراودنا ونصحوا ونريد ان نحقق الحلم
ويكون حقيقه
كل رحله لها فرحه
وكل اجازه لها استعداد وترتيب واولويات
الرحله يلزمها اعداد بدنى ونفسى للقيام بها
والمكتئب لايحب الرحلات
بل يحب ان يظل قابعا يجتر الافكار الحزينه
فيزيد الحزن حزنا
الرحله
انطلاق
وامل
وشدو مع النفس
ومع الطبيعه والورود والعبير
الرحله
لابد لها من رفقه جميله للعنصر الانثوى
فرحله بلا انثى
تكون رحله موحشه
كالذى يحمل حقيبته ويذهب للصحراء
الانثى هى اغروده الرحله
حبيبه كانت او تحت اى مسمى
والانثى تملأ المكان شدوا حتى وان لم نسمعها تغنى
تكفى انفاسها بالجوار
واسأل نفسى فى كل رحله
ماذا احمل معى؟؟
من سأترك خلفى من الاصدقاء
وان طالت الرحله يكون الشوق لمن ...الفنا وجودهم بحياتنا
وانا حين اهم القيام برحله
أستطيع حمل حقائبى واعدادها
وكذلك كل من احبهم
ادخلهم فى ذاكرتى
وأسافر بهم
حتى لو كانت بينى وبينهم مسافات طويله
فانا استطيع ان استحضرهم واخاطب ودهم
وان اجعلهم معى ليطيب لى المقام
فكرت عندما انوى القيام برحلتى ماذا احمل معى
قلت ذكرياتى
أسماء الاماكن والشوارع والطرقات
خريطه ارسمها بعقلى لمكان سأرحل منه
سأحمل معى برحلتى كل كلمات الشعر الرائعه
كل أسماء الاغانى
عملى ومافيه من مشاحنات وآراء وجدل
سأحمل معى صحفى ومجلاتى المفضله
سأحمل معى الراديو العتيق
لانام على نشرات الاخبار واصحوا عليها
فى الرحله
سأحاول ان اتنفس هواءا نقيا
فى الرحله
سأنسى كل من يكرهنى
فى الرحله
سأفرغ عقلى من كل الهموم
فى الرحله
سأحاول الاسترخاء والنظر طويلا
الى امتداد البحر.... وانطباق السماء
والرحيل انواع تتعدد فى دنيانا
رحيل عن الناس اذا أساؤا معاملاتنا
وكلما تسامحنا بحقوقنا ازدادوا صلفا وطغيانا
ورحيل عن حب
ولعله رحيل رغم انوفنا وتدخل به القدر
ورحيل لاحباب فقدناهم ولا ننتظر عودتهم
ورحيل للذكريات حين تطمس معالمها الايام
ورحيل لداخل نفوسنا نبكيها حين تمر الايام
ونحسبها وهى من عمرنا
ونتذكر فيها مافعلنا من آثام لاتزول عن مخيلتنا... مهما تناسيناها
ولا نعلم بعد ان دعونا.... اغفرها ربنا ومحاها... ام ظلت مؤجله سنلقاها.
..فى الرحيل للرحلات تجهيز واعداد لرحلاتنا الدنيويه
ونذهب ونعود أكثر راحه ومرحا وحريه
حتى اننا نهوى صلح من خاصمناهم
وان نبدأ صفحه جديده بالسلام
وان نصف كل ماهو محبب لنا اثير علينا
نسمعه
نقرأه
نتذوقه
ونعود من رحلتنا لورودنا....... نسقيها
نتلمسها بحنان
فقد طال اليها الشوق
وهى تميل علينا باغصانها تنثر عبيرا كان الشوق اليه طال
ثم بعد الرحيل والرحله نعود للحياه
ونرى الدنيا اكثر اشراقا
فقد غسلنا النفوس من همومها
ماذا احمل معى عند الرحيل
فكرت طويلا فى الرحيل الاخير
وهذا الرحيل لانحمل معنا شيئا فيه
ولست ادرى فى هذا الرحيل
هل استطيع ان ابكى من عرفتهم بحياتى.
...وهل ستكون هناك قدره على البكاء
..هل ستكون هناك دموع باقيه
هل ساراهم حين يودعوننى .
.ماذا سيكون احساسى فى تلك اللحظه
...هل ستتغير طباعى واهتماماتى فى الرحيل الاخير
هل سانظر واودع ورودى
هل ساشعر بحراره الشمس .. اذا كان الرحيل صيفا
او بالشتاء والبرد والمطر
هل سأشعر.................. دفىء الربيع اذا رحلت بالربيع
هل ستنتشر... عطور الفل والياسمين ممتزجه باريج الورد
هل سيطوقنى.. عطرها يودعنى واتنفسه
او اشعر به
بعد ذهاب الخفق والانفاس.
.أسأله كثيره ماذا يحكى الصحاب عنى
ماذا يقولون هل سأسمعهم والشامتون
هل سأسمع التعليقات
ولو اسعدنى منها تعليق فى طريق الرحيل هل سأضحك
وكيف تكون ضحكتى
ماصوتها
مالونها
وسط شحوبى والتورد قد زال
أعرف انى... سأحمل عملى... معى فى طريق الرحيل
هل سأذكر مافعلت... من حسنات
وماذا يفيد ان احصيها
هل لاطمئن نفسى.... انى سأنجوا من هول ماانا مقدم عليه
اختبارات كثيره مرت بالحياه جف لها رمقى
وحملت لنفسى الرهبه
وكأن هذا آخر المطاف
الآن فقط علمت ان الحياه باختباراتها
ضحكه قصيره للحياه
أضعت فيها عمرا
وسنين تحصيل
ونجاح وفشل وترقى ومناصب ورفاهيه
ها أنا الآن وحيدا فى رحلتى.
.بلا انثى
..ولا شدو .
..ولاقمر
..ولا كروان يرتل بالليل..
وانا الراكب الوحيد المستلقى والباقى راجلون
ويعلم الراجلون انهم راحلون
واننا تراب يودع تراب...... الى التراب يعود
حملت معى اعمالى سيئها وحسنها...
حملت معى عقلى بذكرياتى.
..ودنيا كانت حلوه.
... اصبحت الآن لحظه مرت.... كنت اظنها سنوات
لست ادرى..... اين ساذهب..؟؟؟
فذلك فى علم الله
كل ماادريه انى رحلت......
ودنيا أودعها..
..وتلك فيها آخر اللحظات
وربى غفور رحيم