بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسان العظيم يتمتع بإرادة قوية وعقل ذكى وأخلاق كريمة وجسد قوى
كل هذه الصفات يحتاجها الإنسان حتى يتفوق ويكون حقاً من جيل النصر المنشود جيل النهضة
والتقدم لبلده وأمته فكيف نأتى بهذه الأمور العظيمة ؟
أولا : فى المدرسة نتربى جميعاً معلمين ومعلمات , طلاباً وطالبات ,
يتعلم الطلاب من معلميهم معاني الخير والحق والعدل والجمال حتى يعلو شأنهم وسط الناس ويحققوا ما يريدون ..
وها نحن نسمع القرآن يصرح قائلاً : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ,
ونسمع قول الرسول ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ,
والمدرسة عزيزى الطالب هى بيتك الثاني الذى ترى فيه أصدقاءك
وتمارس فيه الأنشطة المختلفة من صلاة ورياضة وحافة وإذاعة فينبغي الحفاظ عليها والانتماء لها .
وقال حافظ :
عار على ابن النيل سباق الورى *** مهما تقلب دهره أن يسبقا
فتعلمــــوا فالعلم مفتاح العــــلا *** لم يبق بابا للسعــادة مغلقا
فالمسجد هو بيت الله والمحافظ على الصلاة هو من أهل الجنة إن شاء الله ,
فالمسلم المقيم للصلاة متصل بالله تعالى
فنجده لا يعصى والديه ولا يقطع أرحامه ( أقربائه )
ولا يهمل فى مذاكرته ولا يسئ إلى أحد لأنه تربى فى بيت الله :
لا يصنع الرجال إلا *** فى مساجدنــــا الفســــــاح
فى روضة القــرآن *** فى ظل الأحاديث الصحاح
ثانيا : وعلى جيل النصر والنهضة أن يهتم بالمساجد فهى بيوت الله فى الأرض
تعلمنا الصلاة والأخلاق الكريمة حتى نكون أعضاء فى مجتمع متحاب يسوده الحب والخير والسلام
ويبعد عنه الحقد والكراهية والحسد ..
قال تعالى : " إنما المؤمنون أخوة " ,
وحثنا رسول الله على الصلاة وعلى الأخلاق الكريمة فقال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ,
فالعلم وحده لا يكفي دون إيمان وخلق وحسن علاقة بالله عز وجل .
قال حافظ إبراهيم :
لا تحسبن العلم ينفع وحده *** ما لم يتوج ربه بخلاق
ثالثا : وعلى جيل المستقبل أن يهتم بالرياضة لأنها تقوى الجسد وتعين على المذاكرة والعمل وهى موهبة الكثيرين
فلابد من ممارسة الموهبة والهواية , ولكن لا تشغلنا عن المذاكرة والدراسة ,
( فالعقل السليم فى الجسم السليم ) وأمرنا الله بإعداد القوة والجسد والاهتمام به بممارسة الرياضة .
قال تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " .
وقال رسول الله (ص) : ( المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) ,
ووصانا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بممارسة الرياضة فقال :
( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) ,
ويعلم الجميع أن الرياضة هى جزيرة السلام العظمى فى المجتمع
فيلتقى الرياضيون لا فرق بينهم فى اللون أو الجنس يحيى بعضهم بعضا قبل المباراة مما يدل على الأخوة والمساواة .
وبذلك كله أيها الأحباب نكون قد ساهمنا فى خلق جيل متكامل عقلياً وخلقياً وجسمانياً ,
وحققنا المجد والعزة لوطننا وأمتنا وبالتالي نفوسنا ,
وأخيرا قال تعالى :
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم " , " إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا " صدق الله العظيم .